كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



عبد الله بن معاوية الجمحي: حدثنا عبد العزيز القسملي حدثنا ضرار بن عمرو عن أبي رافع قال:
وجه عمر جيشا إلى الروم فأسروا عبد الله بن حذافة فذهبوا به إلى ملكهم فقالوا: إن هذا من أصحاب محمد.
فقال: هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف ملكي؟
قال: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ملك العرب ما رجعت عن دين محمد طرفة عين.
قال: إذا أقتلك.
قال: أنت وذاك.
فأمر به فصلب وقال للرماة: ارموه قريبا من بدنه.
وهو يعرض عليه ويأبى فأنزله ودعا بقدر فصب فيها ماء حتى احترقت ودعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي فيها وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى ثم بكى.
فقيل للملك: إنه بكى.
فظن أنه قد جزع فقال: ردوه.
ما أبكاك؟
قال: قلت: هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله.
فقال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟
فقال له عبد الله: وعن جميع الأسارى؟
قال: نعم.
فقبل رأسه وقدم بالأسارى على عمر فأخبره خبره.
فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة وأنا أبدأ.
فقبل رأسه (1).
__________
= رسولا.
قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولى والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي فلم أر كاليوم في الخير والشر ".
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق البيهقي وكذا الحافظ في " الإصابة " وله شاهد من حديث ابن عباس موصولا عند ابن عساكر وابن الأثير في " أسد الغابة " 3 / 212 وقد ظن الأستاذ الابياري أن ضرار بن عمرو كما في الأصل تحريف فأبدله إلى ضرار بن مرة فأخطأ في ظنه وضرار بن عمرو هذا مترجم في " الجرح والتعديل " 4 / 465 " والتاريخ الكبير " للبخاري 4 / 340.